في حوار لـ مصر العربية

سياسي سوري: الشرع وطلاس مرشحان لخلافة «الأسد» .. وداعش محاصر بالرقة

كتب:

فى: العرب والعالم

20:22 13 أبريل 2017

اختلطت الأوراق في سوريا خاصة عقب الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات التي انطلق منها طيران النظام السوري مخلفا مجزرة بغاز السارين في "خان شيخون"،  فالتكهنات باتت حائرة بين احتمالية ضربة أمريكية ثانية لبشار الأسد، أو الإطاحة به سياسيا خاصة عقب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بأن الأسد لن يكون له دور في المستقبل.

 

من يخلف الأسد؟ وهل تثمر مفاوضات جنيف 6 عن شيء؟ ولماذا عاود النظام القصف بعد الضربة الأمريكية؟ ولماذا أوقفت تركيا عملية درع الفرات؟ كلها تساؤلات باتت الإجابة عليها حاجة ملحة.

 

من أجل ذلك أجرت "مصر العربية" حوارا مع السياسي والحقوقي السوري أحمد محمود الأحمد عضو مجلس القبائل السورية.

 

إلى نص الحوار..

 

بعد الضربة الأمريكية للشعيرات يواصل النظام السوري قصفه بعنف .. ما الرسائل في رأيك من وراء ذلك؟

 

بعد مجزرة "خان شيخون" الكيماوية استمر قصف النظام السوري وحلفائه على المدنيين العزل في سوريا، وهذا يدل على أن روسيا كانت على علم بهذه الضربة الاستعراضية التي وجهتها الولايات المتحدة.

 

وما يؤكد صحة ذلك أن حجم المطار العسكري كبيرة وأهميته استراتيجية و يوجد به عدد كبير من الطائرات السورية و الروسية وكثير من الضباط والعساكر وقياسا مع حجم الضربة الكبيرة التي كانت بـ 60 صاروخ توماهوك كان المفترض أن تدمر ضربة بهذه القوة المطار بأكمله وقتل عدد كبير من الضباط والجنود وليس فقط سقوط 5 جنود.

 

كل هذا يؤكد أن الضربة متفق عليها وتم إفراغ المطار ولذلك بعد يومين من الضربة استأنفت الطائرات الحربية قصفها مقلعة من مطار الشعيرات، إذن الضربة جاءت بتنسيق بين الطرفين الروسي والأميركي.

 

ورسالة النظام السوري من الاستمرار في القصف بعد الضربة أنه ماضٍ قدما في قتله السوريين لكن دون استخدام الكيماوي ولم تتأخر رسائل النظام السوري وحليفته، بل استمرت بالإقلاع من 26 مطارا عسكريا وقصفت عدة مناطق ومنها خان شيخون التي قصفت قبل أيام بالكيماوي وهذا يعني ضوء أخطر بقتلالسوريين بجميع أنواع الأسلحة دون أن الكيماوي.

 

هل تتوقع ضربة أمريكية ثانية للنظام؟

 

لا أعتقد في الوقت الحالي أن تتكرر الضربة لأن الهدف منها كان إظهار قدرة إدارة ترامب وأن الولايات المتحدة التي تراجع دورها في عهد أوباما موجودة ولن تخرج من المنطقة ورسالة تطمئن من خلالها دول الخليج وقد تكون تهديدا لإيران.

 

بدأ الحديث عن أن الأسد لن يكون له دور في سوريا مستقبلا .. هل هناك أسماء تقبل بها روسيا وأمريكا على حد سواء؟

 

لم يعد أحد متشبث بوجود الأسد في أي مرحلة، وأصبح الأمر متعلق بمن البديل الذي تقبل به أمريكا وروسيا على حد سؤال، حتى يضمن مصالحهم في سوريا، وفي الوقت نفسه يكون طرفا حياديا، ويشكل ضمانة للمكونات الاجتماعية السورية بجميع أطيافها.

 

والمرشحون لخلافة الأسد بحد علمي هم فاروق الشرع الذي شغل منصب نائب الرئيس إبان حافظ الأسد، و العميد مناف طلاس أبن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس وهو من المقربيين من ماهر الأسد.

 

ما توقعاتك لمفاوضات جنيف 6 خاصة بعد الضربة الأمريكية؟

 

أعتقد أنها ستنتهي بالفشل لأن النظام السوري عندما يذهب لأي مفاوضات لا يذهب لإيجاد حل أو لأنه يفتقر القرار، فروسيا من تقرر وكذلك الأمريكان يريدون بديلا لبشار الأسد قادرا على حماية أمن إسرائيل ومصالحها، وبتقديري جنيف لن تكون حلا للأزمة السورية لأن الأطراف المتصارعة باتت أداوت بيد روسيا وأميركا وفي النهاية التوافق الروسي الأمريكي هو من سينهي الحرب.

 

 كيف رأيت دعوة مقتدى الصدر للأسد بالتنحي والميليشيات العراقية الشيعية بالعودة من سوريا؟

 

دعوة مقتدى الصدر للرئيس السوري بالتنحي تعد بالدرجة الأولى خروجا عن السياسة الإيرانية التي ما زالت متمسكة بالنظام السوري الذي قد يسقط في أي لحظة وخصوصا بعد أن أصبح الدور الإيراني ضئيلا أمام اللاعبين الروسي والأميركي.

 

لذلك أيقن الصدر بأن الأسد سيسقط ومجازره بات ستتحملها المليشيات الشيعية في سوريا والعراق وبتقديري أن الصدر رأى أنه قد حان الأوان لوقف نزيف الدم الهائل دفاعا عن نظام عرف بجرائمه ومجازره وباتت الدولة المعنية بالصراع السوري تنتظر اللحظة المناسبة للتخلص منه.

 

ما تقييمك لأداء المعارضة السياسية والعسكرية؟

 

للأسف مازالت المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي تعاني من حالة الانقسام ولم تتمكن من توحيد نفسها وإنهاء هذا الانقسام والسبب الرئيسي لهذا هو الأجندات الخارجية  الداعمة لكل فصيل كل على حده، ما كان له أثر كبير في الأداء العسكري والسياسي وأيضا تم إقصاء السياسيين النبلاء أصحاب الخبرة والقادرين على التعامل مع الخصم وجلب أشخاص يفتقدون الخبرة السياسية وقرارهم نابع من الأجندات الداعمة لهم.

 

هل تنجح قوات سوريا الديموقراطية في طرد داعش من الرقة قريبا؟

 

نعم ستنجح ميليشيا سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن في طرد تنظيم داعش وخصوصا بعد أن حاصروا التنظيم من أغلب الجهات وعزلوا الرقة عن دير الزور ولم يبق له إلا منفذ لذلك أعتقد أنهم سينجحون في طرد التنظيم.

 

لماذا انتفض المجتمع الدولي ضد القصف بغاز السارين وتجاهل قنابل السفور الأبيض وخلافه؟

 

للأسف منذ السنة الأولى سقط القناع عن المجتمع الدولي ومنظماته وسقطت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان حين بات الشعب السوري يقتل بالأسلحة الكيماوية وقنابل النابال والفسفور الحارق والبراميل المتفجرة وصواريخ السكود وأشياء كثيرة، ولم نسمع من المجتمع الدولي إلا التنديد والشجب والاستنكار وهذا إن دل فيدل على أن المجتمع الدولي أطلق يد النظام وحلفائه في قتل السوريين بجميع أنواع الأسلحة والابتعاد قليلا عن قتلهم بالكيماوي.

 

لماذا أوقف الأتراك عملية "درع الفرات" ؟

 

بتقديري تم اتخاذ هذا القرار من قبل الأتراك حتى يتضح أمامهم الموقف و طبيعة المصالح المتداخلة بين روسيا وأمريكا، لذلك قررت أنقرة إبقاء درع الفرات تحت جناحها في جرابلس، وثانيا تركيا أخذت العبر من خذلان الأمريكان و الروس لها.

 

من أجل ذلك اكتفت أنقرة حاليا بما وصلت إليه مع التأهب دائما للرد على أي خطر يهدد أمنها القومي وأيضا تركيا ماضية في تحويل نظام الحكم لديها إلى رئاسي وهذا ما يجعلها تتأنى في أي قرار تتخذه وخصوصا بعد الضغوطات الأوروبية عليها وتراجع دورها في الأزمة السورية أمام اللاعبين الروسي والأمريكي.

 

تقدمت المعارضة منذ أيام في الرقة وحماة وتراجعت بعض الشيء نتيجة القصف العنيف .. إلى أين وصل التقدم والتقهقر؟

 

بعد تقدم المعارضة في حماة وسيطرتها على ثلاثين قرية وموقعا تراجعت من بعض المواقع بسبب القصف العنيف بمئات الغارات الجوية واستخدام النظام للأسلحة الكيماوية والمحرمة دوليا ما أجبرها على الانسحاب من بعض المناطق التي سيطرت عليها.

 

وتسعى الآن للمحافظة على البقاء في الأماكن التي سيطرت عليها لتعيد ترتيب نفسها ورص صفوفها وتحرير حماة ما يؤدي لفك الحصار عن حمص والتقدم إلى دمشق لهذا يستميت النظام وحلفاؤه في إيقاف تقدم المعارضة.

 

أما في الراقة لا تواجد فعال لقوات المعارضة وإنما توجد ميليشيا قسد "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.

اعلان